على رسلكم معاشر الكتاب ..
الناس من جهة التمثال أكفاء ......... أبوهم ادم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهم نسب ......... يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم .......... على الهدى لمن استهدى أدلاء
إن تعظيم حرمات العلماء أمر شرعي دل عليه الكتاب والسنة فقد قال عز و وجل
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) وقال عز وجل: (ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) ولا شك أن العلماء يدخلون في ذلك دخولا أوليا ولذلك قال أهل العلم :أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم ,أي أن من يخوض في أعراضهم فهو على شفير جهنم . هؤلاء العلماء هم ورثوا الأنبياء ليس بالدرهم والدينار وإنما ورثوهم بالعلم , من آذاهم فقد آذى أنبياء الله ومن آذى نبيه فقد آذى الله , ألم يقل نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) يقول الشافعي رحمه الله : إذا لم يكن الفقهاء أولياء لله فليس لله ولي ..
هؤلاء العلماء هم الذين أراد الله بهم خيرا ففقههم في الدين , هؤلاء هم الذين تضع الملائكة أجنحتها لهم تواضعا, حماة الدين , وأعلام الإسلام , دليلهم ظاهر, ونقلهم باهر , يدعون إلى الهدى , ويحيون بكتاب الله الموتى , ويبصرون بنور الله أهل العمى , دعا النبي صلى الله عليه وسلم لهم فقال
نضر الله امرءا سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) فكيف إذا كان حامل فقه وهو فقيه وحامل أثر وحديث وهو عليم صحيحه من سقيمه , ولذلك وجوههم نضرة ومقاماتهم شريفة وآيات الله في صدورهم بينات , زكاهم العلم فرفعهم فزدادو تواضعا وخشية , وهذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم , فليس العالم من كان بليغا أو فصيحا أو مكثرا من المؤلفات أو محققا للمخطوطات , وقد يكون فيه شيء من ذلك لكن ليس كل من فعل شيئا من هذا فهو عالم .
إن واجب العلماء علينا معاشر القراء أن نحبهم لأن الله رفعهم , أن نحبهم لأنهم يدلوننا على الخير , أن نحبهم لأنهم هم المخرج والمخلص لنا من الفتن , وكان السلف يدينون الله باحترام العلماء , ويقولون موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما تعاقب الليل والنهار , وقال سفيان الثوري رحمه الله : لو أن فقيها كان على رأس جبل لكان هو الجماعة . أي التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يكونوا معها .