أي بني :
كنت أقطع الليالي بالسهر, أرقب إشراقه وجهك الوضاء . على أحر من الجمر الغضا .... حينها كنت جنيناً تركلني بقدميك , فأكاد أموت ألماً ... لكني أبتسم فرحاً بك ... وبعد أن قدمت للدنيا وليداً ... كنت أخشى عليك من كل شيء ... حتى من الهواء ... فأنت أحب الناس إلي ... فكنت معك أسهر , دون أن أملّ أو أضجر ... حرصاً على صحتك ... ومضت بنا السنوات , وآمالي فيك تكبر – مثلك تماماً – حتى رأيتك حاملاً سيجارة تلوث بها صفاء رئتيك , وترهق بها قوة قلبك , وتوهن بها صحتك ... وتغضب بها ربك .
أي بني , أكتب لك حروفي ... وكأني جعلت الدم من قلبي مداداً وحبراً لمكانتك من قلبي ... فهل لي مكانة في قلبك يا بني ؟
إذن لا ترد طلبي ... واترك السيجارة .